واختلجته: جذبته. وقوله:(فسحقًا سحقًا لمن بدل بعدي) يعنى: بعدًا له والسحيق: البعيد ومنه قوله تعالى: (فَسُحْقًا لأَصْحَابِ السَّعِيرِ)[الملك: ١١] ، ومعنى ذلك: الدعاء على من بدّل وغيرّ كقوله: أبعده الله. قال أبو جعفر الداودى: وليس هذا مما يحتم به للمختلجين بدخول النّار؛ لأنه يحتمل أن يختلجوا وقتًا فيلحقهم من هول ذلك اليوم وشدته ما شاء الله، ثم يتلقاهم الله بما شاء من رحمته، ولا يدل قوله:(سحقًا سحقًا) أنه لا يشفع لهم بعد؛ لأن الله تعالى قد يلقى لهم ذلك فى قلبه وقتًا ليعاقبهم بما شاء إلى وقت يشاء، ثم يعطف قلبه عليهم فيشفع لهم، وقد جاء فى الحديث:(شفاعتى لأهل الكبائر من أمتى) . وقد قال بعض السلف: فالذين يعرفهم النبى ويحال بينهم وبينه أنهم هم المرتدون، واستدل على ذلك بقوله:(أى رب أصحابى، فيقال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى) ذكره فى باب الحوض فى آخر الرقاق وفى هذه الأحاديث الإيمان بحوض النبى (صلى الله عليه وسلم) على ما ذهب إليه أهل السنة.
- باب قَوْلِ النَّبِىِّ (صلى الله عليه وسلم) : (سَتَرَوْنَ بَعْدِى أُمُورًا تُنْكِرُونَهَا
وَقَالَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ زَيْدٍ: قَالَ النَّبِىُّ (صلى الله عليه وسلم) : (اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِ عَلَى الْحَوْضِ) . / ٤ - فيه: ابن مسعود، قَالَ النَّبِىّ (صلى الله عليه وسلم) : (إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِى أَثَرَةً، وَأُمُورًا