خالفها، وسأذكر هذه المسألة فى كتاب الديات فى باب قوله تعالى:(وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا)[النساء: ٩٣] ، أو فى آخر كتاب الطب فى باب: شرب السم، إن شاء الله تعالى.
- باب مِنَ الدِّينِ الْفِرَارُ مِنَ الْفِتَنِ
/ ١٢ - فيه: أَبو سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) : تمت يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ، وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ -. قال المؤلف: هذا الحديث يدل على إباحة الانفراد والاعتزال عند ظهور الفتن، طلبًا لإحراز السلامة فى الدين، خشية أن تحل عقوبة فتعم الكل، وهذا كله من كمال الدين، وقد جاء فى الحديث: تمت أنه إذا فشا المنكر، وكان بالناس قوة على تغييره، فلم يغيروه امتحنهم الله بعقوبة، وبعث الصالحين على نياتهم، وكان نقمة للفاسقين، وتكفيرًا للمؤمنين -. وقد اعتزل سلمة بن الأكوع عند قتل عثمان، وقال له الحجاج: أرتددت على عقبيك، تعربت؟ قال: لا، ولكن رسول الله أذن لى فى البدو. وقال أبو الزناد: خص الغنم من بين سائر الأشياء حضًا على التواضع وتنبيهًا على إيثار الخمول وترك الاستعلاء والظهور، وقد رعاها الأنبياء والصالحون، وقال (صلى الله عليه وسلم) : تمت ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم -. وأخبر أن السكينة فى أهل الغنم.