علمه بقوله تعالى:(إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ)[لقمان: ٣٤] ، وبقوله تعالى:(أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ)[النساء: ١٦٦] ، وبقوله:(وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ)[فاطر: ١١] ، وبقوله:(إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ)[فصلت: ٤٧] ، فمن دفع علم البارى تعالى الذى هو حقيقة فى كونه عالمًا، وزعم أنه عالم بنفسه لا بعلم فقد رد نصه تعالى على إثبات العلم الذى هو حقيقة فى كونه عالمًا ولا خلاف بين رد نصه على أنه ذو علم وبين نصه على أنه عالم، فالنافى لعلمه كالنافى لكونه عالمًا، واجتمعت الأمة على أن من نفى كونه عالمًا فهو كافر، فينبغى أن يكون من نفى كونه ذا علم كافرًا؛ إذ من نفى أحد الأمرين كمن نفى الآخر، والقول فى العلم بهذا كاف من القول به فى جميع صفاته، وتضمن هذا الباب الرد على هشام بن الحكم ومن قال بقوله من أن علمه تعالى محدث وأنه لا يعلم الشىء قبل وجوده. وقد نبه الله تعالى على خلاف هذا بقوله تعالى:(إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ)[لقمان: ٣٤] الآية، وجميع الآيات الواردة بذلك، وأخبرنا النبى (صلى الله عليه وسلم) بمثل ذلك فى حديث ابن عمر وعائشة فلا يلتفت إلى من رد نصوص الكتاب والسنة.
٥ - باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى:(السَّلامُ الْمُؤْمِنُ المهيمن (
/ ١٠ - فيه: عَبْدُاللَّهِ، قَالَ: كُنَّا نُصَلِّى خَلْفَ النَّبِىِّ (صلى الله عليه وسلم) ، فَنَقُولُ: السَّلامُ عَلَى اللَّهِ، فَقَالَ النَّبِىُّ (صلى الله عليه وسلم) : (إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلامُ، وَلَكِنْ قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ. . .) الحديث.