جارحة واحدة، وكذلك شغل ثلاث جوارح أفضل من شغل جارحتين، وكلما زاد فهو أفضل إن شاء الله تعالى.
- باب قَوله تَعَالَى:(كُلُّ شَىْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ)[القصص: ٨٨]
/ ٣٤ - فيه: جَابِر، لَمَّا نَزَلَتْ على النَّبِىّ (صلى الله عليه وسلم) : (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ)[الأنعام: ٦٥] ، قَالَ (صلى الله عليه وسلم) : (أَعُوذُ بِوَجْهِكَ) ، فَقَالَ:(أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ (، قَالَ عليه السّلام: (أَعُوذُ بِوَجْهِكَ) ، قَالَ:(أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا (، قَالَ النَّبِىُّ (صلى الله عليه وسلم) : (هَذَا أَيْسَرُ) . استدلاله من هذه الآية والحديث على أن لله تعالى وجهًا هو صفة ذاته لا يقال: هو هو، ولا هو غيره بخلاف قول المعتزلة، ومحال أن يقال: هو جارحة كالذى نعلمه من الوجوه، كما لا يقال: هو تعالى فاعل وحى وعالم، كالفاعلين والأحياء والعلماء الذين نشاهدهم، وإذا استحال قياسه على المشاهدين فالحكم له بحكمهم مع مشاركتهم له فى التسمية كذلك يستحيل الحكم لوجهه الذى هو صفة ذاته بحكم الوجوه التى نشاهدها، وإنما لم يجز أن يقال: إن وجهه جارحة لاستحالة وصفه بالجوارح لما فيها من أثر الصنعة، ولم يقل فى وجهه أنه هو لاستحالة كونه تعالى وجهًا، وقد أجمعت الأمة على أنه لا يقال: يا وجه، اغفر لى، ولم يجز أن يكون وجهه غيره؛ لاستحالة مفارقته له بزمان أو مكان أو عدم أو وجود، فثبت أن له وجهًا لا كالوجوه؛ لأنه ليس كمثله شىء.