دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وسلم) رَسُولا، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سُوءِ الْفِتَنِ، فَقَالَ (صلى الله عليه وسلم) : (مَا رَأَيْتُ فِى الْخَيْرِ وَالشَّرِّ كَالْيَوْمِ قَطُّ، إِنَّهُ صُوِّرَتْ لِىَ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ حَتَّى رَأَيْتُهُمَا دُونَ الْحَائِطِ. . .) الحديث. وَقَالَ قَتَادَة يَذْكُرُ هَذَا الْحَدِيثَ عِنْدَ هَذِهِ الآيَةِ:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ)[المائدة ١٠١] . وَقَالَ: كُلُّ رَجُلٍ لافًّا رَأْسَهُ فِى ثَوْبِهِ يَبْكِى، وَقَالَ: عَائِذًا بِاللَّهِ مِنْ سُوءِ الْفِتَنِ، أَوْ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سَوْأَى الْفِتَنِ. وقَالَ مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَس، عَنْ النَّبِىّ (صلى الله عليه وسلم) : (عَائِذًا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ الْفِتَنِ) . قال صاحب الأفعال: أحفى الرجل فى السؤال: ألح، وفى التنزيل) إِن يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا) [محمد: ٣٧] أى يلح عليكم فيما يوجبه فى أموالكم، ولما ألحوا على النبى (صلى الله عليه وسلم) فى المسألة كره مسائلهم وعز على المسلمين ما رأوا من الإلحاح على النبى (صلى الله عليه وسلم) والتعنيت له، وتوقعوا عقوبة الله أن تحل بهم؛ ولذلك بكوا، فمثل الله له الجنة والنار، وأراه كل ما يسأل عنه فى ذلك الوقت، فقال:(لا تسألونى عن شى إلا بينت لكم) وقال للرجل: (أبوك حذافة) وروى أنّ أم ابن حذافة قالت له: (يا بنى ما رأيت ابنًا أعق منك أن تكون أمك قد قارفت بعض ما تقارف نساء الجاهلية فتفضحها على أعين الناس. فقال ابنها: (والله لو ألحقنى بعبدٍ أسودٍ للحقت به) .