محمد صريفه فى كتابه، وبلغ جبريل محمدًا، وهو عند سدرة المنتهى، قيل: إليها منتهى أرواح الشهداء) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى) [النجم: ١١] . قال ابن عباس: رأى محمد ربه بقلبه. وعن ابن مسعود وعائشة: رأى جبريل وهو قول قتادة. وقال الحسن: ما رأى من مقدور الله وملكوته. وقوله:(أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى)[النجم: ١٢] ، هو محمد رأى جبريل (صلى الله عليه وسلم) فى صورته التى خلقه الله عليها له ستمائة جناح رفرفًا أخضر سد ما بين الخافقين، ولم يره قط فى صورته التى هو عليها إلا مرتين، وإنما كان يراه فى صورة كان يتشكل عليها من صور الآدميين وأكثرها صورة دحية الكلبى. وفى قوله:(أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (دليل على أن العيان أكبر أسباب العلم فلا يتمارى فيه ولذلك قال (صلى الله عليه وسلم) : (ليس الخبر كالمعاينة) ورأيت لبعض الناس فى لقاء النبى (صلى الله عليه وسلم) للأنبياء فى السموات دون عليين، والأنبياء مقرهم فى ساحة الجنة ورياضها تحت العرش، ومن دونهم من المقربين هناك فما وجه لقائه لآدم فى السماء الدنيا، ولإدريس فى السماء الثانية، وهارون فى الرابعة، وآخر فى الخامسة، وإبراهيم فى السادسة، وموسى فى السابعة؟ قال: فوجهه أنهم تلقوه (صلى الله عليه وسلم) كما يتلقى القادم يسابق الناس إليه على قدر سرورهم بلقائه. وقد روى عن أنس فى رتبة الأنبياء فى السموات خلاف حديث البخارى، روى ابن وهب، عن يعقوب بن عبد الرحمن