للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قلقة جداً في الأثناء الحاضرة ولكن قلها يجب أن لا يكون عقبة في سبيل اجتماعنا.

السلام عليك وعلى الحبيبة لويزا

من زوجك

جايمس مك فرسن

ثم سافرت هاتان المرأتان إلى نيويورك تحت مراقبة البوليس السري. وأقامتا برهةً في بيت جونستون ولكن على غير جدوى فعادتا إلى لندن خائبتين. ومرت الأيام على هذه الحوادث فنسيها الناس، وأهملتها الجرائد فكأنها لم تكن.

* * *

في سنة ١٩٠٨ أي بعد انقضاء زهاء ثماني عشرة سنة على ضياع القطار المخصوص بين ليفربول ومنشستر، نشرت جرائد مرسيليا في صباح أحد الأيام الرواية التالية، وهي خلاصة ما اعترف به رجل يدعى هربرت دي لرناك الجاني المحكوم عليه بالإعدام عقباً لقتله تاجراً يسمى بونفالو. قال:

متى قرأ اعترافي هذا فريق من كبار القوم، وعظماء السياسة في باريس، فليعلموا أني انتظر في سجني على مثل جمر الغضا تدخلهم في أمري وتوسطهم في سبيل العفو عني. وإلا فإن حديثي الخالي من الأسماء اليوم، يتحول غداً إلى إفشاء أسرار هائلة قد طوتها الأيام منذ سنة ١٨٩٠، فإن العالم ما برح يجهل حتى الساعة حقيقة حكاية القطار المخصوص الذي حمل لويس كاراتال ورفيقه من ليفربول في اليوم الثالث من شهر يونيو (حزيران) سنة ١٨٩٠ ثم تبخر بين محطتي كنيون تجنكشون وبارتون موس فتلاشى في الهواء. فحديثي اليوم حديث بطل تلك الرواية الذي كان يعمل بأمرة أولئك الرجال العظام الذين وعدت بكتم أسمائهم طمعاً بان يستصدروا العفو عني ويخرجوني من هذا السجن الذي دفعت كرهاً إليه.

في سنة ١٨٩٠ قامت باريس وقعدت لتلك الفضيحة السياسية المالية الهائلة التي كادت تميت موتاً أديباً لا حياة بعده عدداً كبيراً من ساسة فرنسا وعظماء رجالها. إن أولئك القوم كانوا أشبه بشيء بهذه القطع الخشبية المهندمة الواقفة عالية الرأس في اللعبة المعروفة بعلبة الكيل وكان المرحوم لويس كاراتال أشبه شيء أيضاً بتلك

<<  <  ج: ص:  >  >>