للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يشرد. فقال في نفسه إنه لا يبعد أن يكون هناك يد أثيمة جرت القطار المخصوص إلى كمين من اللصوص كان يتربص له في إحدى الغابات المجاورة.

وشد ما كان انذهال مستر بلاند ورفيقه حين رأيا أن معظم الخطوط الصغيرة كان غير متصل بالخط العام لن أصحاب المناجم المهملة كانوا قد اقتلعوا بضعة أمتار من الحديد عند نقطة الاتصال لعدم حاجتهم بها، ودفعاً لما قد ينجم عنها من المصاعب للقطر السائرة إذا أهملتها أيدي العملة. ومع ذلك فلم تفتر عزيمة هذين الرجلين عن التدقيق والتفتيش بل ماشياً جميع الخطوط إلى غاياتها، ولكنهما لم يقفا على أثرٍ للقطار الذي كانا يفتشان عنه،

ولا تبينا شبهة ما. وكان أشد ما لاقياه من الذهول حين وقفا في المكان الذي وجدت فيه جثة المهندس سلندر على قيد أمتار قليلة من الخط العام إلى جانب أحد الخطوط الصغيرة المقتلع حديدها قديماً عند نقطة اتصالها بالخط الكبير. وقد حيرهما أمرها فلم يفهما سبب وجودها هنالك على حين كان تهشمها دليل حدوث الوفاة فور السقوط من القطار أثناء سيره السريع.

وعادت الصحف إلى هذه الحادثة فذكرتها بعد أيام متهمة مستر كولنس بالعجز والتقصير. وحملت عليه حملةً اضطرته إلى اعتزال وظيفته حاقداً جازعاً.

وفي اليوم الخامس من شهر يوليو (تموز) سنة ١٨٩٠ نشرت الصحف الرسالة التالية وقد كتبها مك فرسن الذي كان يقود القطار المخصوص وأرسلها إلى زوجته من نيويورك فدفعتها زوجته إلى الجرائد فنشرتها هذه وهي:

زوجتي المحبوبة

تذكرتك في غربتي وتذكرت شقيقتي العزيزة لويزا فهاجت الذكرى أشواقي إليكما. وتفكرت ملياً في حالنا الحاضرة فوجدت أن المروءة تقضي علي بألا أترككما وحيدتين في لندن لا تجدان نصيراً ولا تلقيان سلوى. فلهذا أنا باعث إليك أيتها الحبيبة بمبلغ عشرين جنيهاً تبذلينها نفقة لكما في سفركما إلى هذه البلاد. فتعالي إذن تواً إلى نيويورك واقصدي إلى بيت جونستون فيها حيث تجدين أني قد تركت لك الإشارات اللازمة لمعرفة المكان الذي سنتلاقى فيه. أما حالي فهي

<<  <  ج: ص:  >  >>