العادة المضرة كالمبالغة في تدفئة المنازل والإقبال على الأشربة الكحولية فإنه عندما كان الناس يصطلون على نار الحطب - وهي طريقة الفلاحين حتى الآن - لم تكن حرارة المسكن تزيد على الدرجة ١٥. أما اليوم فمع ما توفر لدينا من الاختراعات العصرية كاستعمال الكهربائية وغيرها لتوليد الحرارة واتقاء البرد، فقد تبلغ حرارة الغرفة ٣٥ درجة أو أكثر. ولا يخفى ما يعقب ذلك من الضرر العظيم عند الانتقال إلى الهواء الطلق، فيكون تأثير البرد شديداً ومضراً بالصحة لأنه يجب
السير بالتدرج في ذلك كما غيره من الأمور. وقد بين ذلك أحد العلماء باختبار أجراه من هذا القبيل، فأخذ أسماكاً ووضعها في ماء درجة حرارته ٢٨، ثم نقلها بغتة إلى ماء درجته ١٢، فماتت الأسماء للحال.
وإذا كان الإنسان يبالغ في اتخاذ الأردية وتوفير الملابس لوقاية جسمه من البرد، فإنه يجعل نفسه عرضة للسعال والنزلات الصدرية وغير ذلك من الأمراض عند أقل إهمال يبدر منه من هذا القبيل فتكون العاقبة غير محمودة.
وعليه فمن أفيد الأمور أن تدع نافذة غرفتك مفتوحة عندما لا تكون الحرارة دون الدرجة العاشرة. وهي طريقة ظهرت الآن فوائدها ومنافعها، وإذا اعتادها الإنسان كان له فيها أحسن واقٍ لما يتأتى عن ذلك من تجديد الهواء وتصلب الجسم. وفي كل الأحوال لا يجب أن تتجاوز حرارة غرفتك الدرجة ٢٠ أو ٢٥.
أما شاربو الكحول فإن البرد يؤثر فيهم أكثر مما في سواهم. لأن