أحبك أيها الملاك الحارس. أحبك أيها المعبود الكريم. بل إن حبي لك هو العبادة بعينها لأنني لا أشعر بفرح إلا وأنت ينبوعه ولا أعرف سعادة إلا وأنت مصدرها. وكلما تمثلت نفسي منحنية على صدرك أنتفض كأن مجرى كهربائياً يتخلل أحشائي فتسرع نبضات قلبي وأكاد أركع أمام خيالك كما يركع العابد أمام معبوده. ولا أخال السماء حسبها لي ذلة أن أركع أمام أحد ملائكتها. وما كان الله ليخلقك كاملاً لولا أنه غفور يتجاوز عن فتاة مثلي تنساه قليلاً لكي تعبدك.
لست أخشى العثرات التي في سبيلنا يا وليم مادام قلبك مخلصاً لي ولا أعلم قوة بشرية تستطيع التفريق بيننا إذا كنا مخلصين في الحب. أما أنا فإنني أشعر بعزم يثبت أمام الأنواء، ولا تؤثر فيه العواصف وكلما نظرت إلى صورتك أشعر بقوة كالقوة التي يستمدها البوذي من صمنه المقدس.
هو ذا الأيام طويلة مملة. وكلما غابت الشمس أتنفس الصعداء وأقول ها قد انطوت صفحة أخرى من سفر هذا الفراق فلننتظر ما يأتي به الغد. ولكن الغد ممل طويل كاليوم والحياة كلها فراغ لا يملأه إلا انت. وجمال الطبيعة إنما يزيد في ثورة عواطفي لأنني أشتاق أن أراك يا وليم. أشتاق أن أراك لنتمتع كلانا بربيع الحياة. أشتاق أن أراك لأرى ماذا فعل الزمان بفؤادي الذي ائتمنتك عليه. فإن كان الله قد قدر لنا العذاب في الحب فما أعذبه في النفس وما أحلاه في الفؤاد - الفؤاد الرازح تحت ثقل الهموم.