والشرائع البيتية أن تستهوي كل من راق منظره في عينها وكثيراً ما تجتمع لديها عشرات القلوب فتتناوب الاجتماع مع أصحابها تؤنس منهم قوماً وتوحش آخرين وهي مادامت عزبة غير مسؤولة عما تفعله. وقلما تلقى فتاة لم تتجاوز المدى في الهوى وما ذلك عندهم بالأمر المكروه بل إن التي لا تتبع هذا الصراط السوي كانت من الضالات المغضوب عليهن اللواتي لا نصيب لهن من الحياة على أحدث الأزياء.
وتظل ملكة القلوب على هذا النمط إلى أن تتزوج بمن يحلو لها من عشاقها الكثيرين وللاستحلاء أمور جمة لا أظنها تخفى على قارئ.
وإذا تزوجت هذه الفتاة تابت إلى ربها، مبقية لنفسها حقوق الأمانة وعدمها وفقاً لمراعاة زوجها هذه الحقوق فإذا خان خانت. وتلك حقوقها كما هي حقوقه أيضاً. ويقيم أحدهما رقيباً على الآخر فإما أن يزل أحدهما وهذا لا يحصى. وقلما يمر نهار واحد في نيويورك مثلاً ولا يسمع فيه أهلوها بعشر حوادث طلاق على الأقل وتلك جرائدها تنبئك اليقين.
قد تشعر إحدى العائلتين بما يختلج في صدر ابنها أو ابنتها فتحاول الحؤول دون الزواج، ولكنه حؤول لا يثمر غير هرب الحبيبين فلا تمر عليهما ساعات إلا وقد نزلا بلداً آخر يجريان فيه عقد الزواج المدني والكنسي وما شرطه إلا رضى متبادل بينهما من غير ما نظر إلى رضى أهليهما.
ولا يخالن القارئ إن العائلات والأسر الوجيهة الشريفة والموسرة أرفع من أن يحدث فيها مثل هذه الأمور وإنما هي أقرب لتغذية هذه