للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجرثومة مما دونها بل ربما هربت الفتاة الغنية صاحبة الملايين مع الحوذي أو الطاهي أو من كان في منزلتهما، وذلك كثير الحدوث.

* * *

ومن غرائب تلك البلاد اختطاف الأحداث فإنه لا يمر أسبوع إلا وتفقد إحدى العائلات طفلها أسابيع وشهوراً، وربما عاماً أو عامين غير عارفة له مقراً ولا سامعة عنه خبراً إلا من مختطفيه المجهولي الإقامة والأسماء في رسائل الوعيد والتهديد بإعدام الطفل إذا لم يؤدوا الفدية ومقدارها كذا ألوف ترسل بالطريقة الفلانية إلى المحل الفلاني.

تأخذ الرعدة من قلوب الأهلين فيتذرعون بكل وسيلة ويلتجئون إلى الحكومة لمعرفة مقر الطفل متنازلين عن مطالبة المختطف، قانعين برد الطفل المفقود. ولكن أين يد الحكومة لتصل إلى ما يراد؟ وأين قوتها لتقتص من الأثيم وهو كل يوم في وادٍ؟ وأين سلطانها لتهتدي إلى مقر الطفل، والطفل كل يوم في أيدٍ جديدة يتنقل من بيت إلى آخر ومن بلاد إلى بلاد.

إلا أنه مما يشكر المختطفون لأجله هو كثرة اعتنائهم بهؤلاء الأحداث فيوفرون لهم أسباب الراحة والعيشة الرضية والانشراح فلا يبخلون عليهم بشيء. وبينهم عدد كبير من النساء المنخرطات في سلكهم لاصطياد الأطفال تارة وللاعتناء بهم طوراً.

وأخيراً يوم لا يتوفق الأهل إلى إيجاد طفلهم لا يرون وسيلة أصوب من التسليم بمطالب المختطفين فيدفعون الجزية صاغرين. ومن غرائب

<<  <  ج: ص:  >  >>