للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسخرية، حتى رأوا النجاح مكللاً أتعاب ذاك الهمام المقدام فاتح قناة السويس، فعقدوا حينذاك لجنة من حذاق المهندسين لينظروا في الأمر ولكنهم فشلوا في مسعاهم ولم يفوزوا بالمرام. وقام ده لسبس يحاول أن يحقق في بناما ما حققه في السويس، فأرسل العالمين أرمان ركلو ولوسيان ويز سنة ١٨٧٩، فتفقدا تلك الحزون والبطاح ووضعا الرسوم اللازمة، ونالا الامتياز من جمهورية كولومبيا، وألف هو الشركة المالية بعد أن قدر المبالغ اللازمة ب ٦٥٨ مليون فرنك. فتلاعبت الأيدي بالمال وكانت هذه الحادثة من أهم المسائل السياسية التي هزت فرنسا في النصف الأخير من القرن الغابر.

وجل ما نتج عن كل هذه الأبحاث مد خط حديدي بين كولون وبناما في سنة ١٨٥٥.

ومن أكبر الأسباب التي حالت دون فتح ترعة بناما، ميل الأمريكان إلى ترعة أخرى مارة ببحيرة نيكاراغوا ونهر سان جوان، وذلك لقتل المشروع الفرنسوي في مهده، سيما وقد توهم القوم بادئ بدء أن حفر هذه الترعة أقل صعوبة من نقض برزخ بناما. وظل الأمريكان على هذا الزعم حتى سنة ١٩٠٣، حيث عادوا إلى الفكرة الأولى بفضل مساعي العالم فيليب بونوفيلا ومستر مرقس حنا أحد النواب، فظهر للجميع عدم صلاحية نيكاراغوا لجمع الأوقيانوسين نظراً لقوة النهر وعلو الأراضي عن سطح البحر وكثرة المواد البركانية في تلك النواحي. فوضع الأمريكان يدهم على هذا المشروع وأخذوا على أنفسهم تحقيقه بعد التسويف والتأجيل

<<  <  ج: ص:  >  >>