للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنذ القرن السادس عشر دار في خلد أحد البحارة نقض هذا البرزخ فاقترح ذلك على الحكومة الإسبانية. وفي هاتيك المدة أيضاً حدث الهمة بالسيد فرنندو كورتز فاتح البلاد المكسيكية إلى القيام بهذا الأمر الخطير فألف لجنة من المهندسين وعهد إليهم تخطيط رسم ترعة تجمع بين الأوقيانوسين. وضع الرسوم على صفحات القرطاس ولم يلاق في ذاك العهد من يقوم بها فيضعها قيد الفعل. فتصرم قرنان كاملان وفتح هذه في عالم الرسوم، حتى أواخر القرن الثامن عشر إذ أوفد الملك كارلس الثالث لجنة ترود تلك لأماكن وتنظر في الأمر، فتضاربت الآراء وتفرقت الكلمة ولم ينجم عن ذلك نتيجة تذكر. وبعد سنين قلائل عهد ذلك المشروع إلى مسيو ده همبلدت فلم يصب نجاحاً.

وفي السنة الخامسة والعشرين بعد الثمانمئة والألف نال البارون تييري من بوليفار محرر جمهورية كولومبيا امتيازاً يخوله حفر ترعة بناما، فعمل ولم يفلح ومن مشاهير الرجال الذين بحثوا في هذا المشروع الإمبراطور نابليون الثالث. قيل أنه كان يقضي ساعات طوالاً وهو في قلعة هام، يعمل النظر، ويشغل الفكر في التنقيب عن هذه القضية.

ومما تقدم يرى القارئ أن هذا المشروع قد بدا لعقول كثيرة، على أن المتمولين أصحاب الذهب لم يكونوا يعدون تحقيقه إلا من باب الأوهام وخطرات البال. ولذلك لم تؤلف قط شركة لهذا الغرض، ولم تقم عصابة مالية للأخذ بناصر هؤلاء العلماء وبسط يد المساعدة لهم وكان الأمريكان أنفسهم، أصحاب الجد والنشاط، لا ينظرون إلى هذا المسعى إلا بعين الهزء

<<  <  ج: ص:  >  >>