للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منيع أخزن فيه ما كان لدي من الذهب وقد لقيت في بلاد اليونان قوماً متسكعين في دياجي الهمجية، مسلحين بقرون الوعل والحجارة المحددة فأعطيتهم النحاس وكان أنهم عرفوا بفضلي جميع الفنون.

وكان يظهر في عينيه وفي كلامه قسوة جارحة فأجبته بكلام خالٍ من الحب:

إنك كنت تاجراً موصوفاً بالنشاط والذكاء ولكنك لم تكن تحجم عن إتيان المنكر وكنت تتصرف عند سنوح الفرصة تصرف قرصان حقيقي. وحين كنت تنزل إلى البر في ساحل من سواحل اليونان أو في جزيرة من الجزائر كنت تعمد إلى بسط أدوات الزينة والمنسوجات الثمينة على اليابسة، وحين كانت فتيات تلك الأنحاء ينجذبن انجذاباً لا يقوين على دفعه ويأتين وحدهن بغير معرفة والديهن لرؤية تلك السلع كأن بحارتك يخطفون أولئك العذارى اللواتي كن على غير جدوى يطبقن الفضاء بأصوات الاستغاثة ويولون منتحبات ويلقونهن مكتوفات مذعورات في قعر سفائنك وآكلين حراستهن إلى ذلك المسخ الأحمر. ألم تسب أنت وذووك إيو الصبية ابنة إيناخوس الملك لتبيعوها في مصر؟

- من المحتمل أن يكون هذا الأمر قد جرى فإن إيناخوس الملك هذا كان زعيم قبيل صغيرة من البربر وكانت ابنته ببيضاء البشرة ذات لطف ورواء ولا يخفى أن العلاقات بين القوم الهائمين على وجوههم في مجال الهمجية، والقوم المستنيرين بمشكاة التمدن هي

هي عينها في كل زمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>