للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لحيته، وذاك على

صدره،

يورد الصرع خديه، فتلتهب الأحلام في محجريه،

هنالك شيء من الهول ألبسه الدهر قميصاً حاكتها شياطينه،

بل هناك غور غدور من ظلمات الزمان، ونبأ من عصور عقم فيها الهيكل والصولجان،

وفي ناظريه ساعة الصرع غيظ يحتدم - ولا غيط من علو العروش مجداً،

في ناظريه يتجسم الويل وقد ذاب عظماً وعزاً ووجداً،

* * *

ها هو أمامك مغمي عليه

قد ذبل الورد في وجهه، واضطرم الوهم في ناظريه،

قد ذهب التلجلج من فيه والرجف من يديه، فهو لا يهينم الآن شاكياً ولا يمد يده باكياً،

هو يرغي ويزبد لا كالصريع، بل كالمليك المنيع، وقد شخص إلى الفضاء يصب عليه

لظى تغيظه،

كأن في الفضاء ملكه، وكأن هنالك نصب عرشه،

- أنا نبوكدنصر ملك بابل وآشور - تاجي. صولجاني. وزرائي. موعدكم غداً - إلي بآلة

الصيد - لا - لا - أشعلوا الأنوار. أين الإماء الحسان - حركوا الأوتار - تعالي. . . تعالي إلي - ليس الآن وقت العبيد - سوقوهم إلى السجن - إلى النار - الخائنة - الفاسقة - إلى النار - آه علي آه عليك. آه علي أو آه على ملكي. .

<<  <  ج: ص:  >  >>