ولبيان خطورة الأمر وحرج الموقف زر السجون على اختلاف طبقاتها تر ما لم تكن تتصوره من الشرور والآثام. تر الشرط متجسداً بأجساد بشرية تعمل على خراب الإنسانية ودمارها. ت رجالاً ونساء وأولاداً أنمة قتلة أشراراً لا ناموس لهم ولا ضمير يردعهم عن شرورهم ومعاصيهم يصرفون معظم أوقاتهم بالأحاديث القبيحة الفاسدة. تصوراتهم رديئة كأخلاقهم وأعمالهم وكلامهم لا تقدر الأذن على سماعه فماذا يحل بحدث صغير يزج بمكان كهذا؟ أنلومه بعد ذاك ونعاقبه العقاب تلو العقاب لأعمال كنا نحن السبب بغرسها في نفسه. ونقول بعد هذا كله ما غرضنا إلا إصلاحه وإرجاعه إلى سبيل الرشاد. أفهكذا يكون الإصلاح وهل يتم تقويم المعوج بطرق كهذه. إن هي إلا طرق يشتم منها آثار الهمجية والظلم. آثار الأعصر الماضية المظلمة. فقد أصبحنا وعصرنا اليوم يختلف تمام الاختلاف عما سبقه من العصور الخوالي فما بالنا نستعمل ما كانوا يستعملونه في تلك الأيام؟
هل قعد الدهر بالإنسان فتقدم في كل أمر وشان إلا في مسألة القضاء والأحكام إذ ما فتق له عقله استعمال الوسائط والأسباب لتخفيف مصائب الإنسانية الصغيرة المظلومة.
اجل. فقد كان الناس فيما مضى لا يهتمون للجاني وإصلاحه بل كان جل مقصدهم إصلاح ما أضر به وأفسده فيصرفون قواهم وأوقاتهم لإرجاع مسروق واسترداد مسلوب. أما الآن فصرنا ننظر إلى المذنب الجاني نظر الطبيب إلى المريض لنرد إليه ما فقده من الحرية الشخصية لإساءته