للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

استعمالها وقصدنا الوحيد إصلاحه وإرشاده. هذا إذ كان رجلاً مدركاً كبيراً فكيف إذا كان ولداً عاجزاً صغيراً.

ولشرح كيفية معاملة الحدث في محاكم الأحداث قد أخذت دليلنا محكمة واحدة من هذه المحاكم وهي محكمة أنفر من ولاية شيكاغو إحدى الولايات المتحدة الأمريكية وذلك لأنها كانت أول ما نشأ من نوعها في تلك الولايات ولأن كل ما قرأته وحصلت عليه من الكتابات في هذا الموضوع عائد بالفضل إلى مؤسساها الفاضل إذ تكرم علي ببعض نسخ

من مؤلفات له وضعها في هذا الموضوع نفسه.

ومحكمة انفر هذه مشهورة في تلك البلاد لشهرة مؤسسها فإنه كان منذ أول نشأته ميالاً إلى السياسة فصار متشرعاً ثم قاضياً إلى أن أحرز رئاسة محكمة ولاية شيكاغو وذلك سنة ١٨٩٩ لأنه يمتاز بكفاءته وشدة ميله إلى الاستقلال الفكري والإداري. وأخيراً اهتم بأمر إصلاح شؤون الأحداث ومحاكمتهم إذ انتبه إلى حالتهم الرديئة ومعاملتهم السيئة، وبعد جهاد عنيف تمكن من إنشاء محكمة مختصة بهم للنظر في شؤونهم وأحوالهم فاستقال من منصبه العالي وأخذ على نفسه إدارتا وتنظيمها إلى أن تم له ذلك فنشأ لنجاحها عدد كبير مثلها في أغلب الولايات الأمريكية.

وإليك بيان مجرياتها باختصار:

يحضر المتهم إلى المحكمة فلا يرى هيئة المحكمة على كراسيها وراء المنابر بل عند دخوله يستقبله القاضي بوجه ضحوك ويجلس بجانبه ويأخذ بمحادثته كأنه ولد مثله إلى أن تتمكن بينهما عرى الألفة والمودة. فيثق

<<  <  ج: ص:  >  >>