في تلك الديار في منبلج صبح القرن الثالث عشر للهجرة. وفي القصيدة بعض أغلاط لعلها من الناسخ ونحن نذكرها على علاتها:
إلى الله في كشف الشدائد نفزع ... وليس إلى غير المهيمن مفزع
لقد كسفت شمس المعارف والهدى ... فسالت دماء في الخدود وأدمع
إمام أصيب الناس طرأ بفقده ... وطاف بهم خطب من البين موجع
واظلم أرجاء البلاد لموته ... وحل بهم كرب من الحزن مفظع
شهاب هوى من أفقه وسمائه ... ونجم ثوى في الترب واراه بلقع
وكوكب سعد مستنير سناؤه ... وبدر له في منزل اليمن مطلع
وصبح تبدى للأنام ضياؤه ... فداجي الدياجي بعده متقشع
لقد غاض بحر العلم والفهم والندى ... وقد كان فيه للبرية مرتع
فقوم جلا عنهم صدا الدين فاهتدوا ... فإسماعهم للحق تصغي وتسمع
وقوم ذوو فقر وجهد وفاقة ... حووا واقتنوا ما فيه للعيش مطمع
لقد رفع المولى به رتبة الهدى ... بوقت به يعلى الضلال ويرفع
أيان له من لمعة الحق لمحة ... أزيل بها عند حجاب وبرقع
سقاه نمير الفهم مولاه فارتوى ... وعام بتيار المعارف يقطع
فأحيا به التوحيد بعد اندراسه ... وأقوى به من مظلم الشرك مهيع
فأنوار صبح الحق بادٍ سناؤه ... ومصباحه عالٍ ورياه ضيًّع
سما ذروة المجد التي ما ارتقى لها ... سواه ولا حاذى فناها سميذع
وشمر في منهاج سنة أحمد ... يشيد ويحيى ما تعفى ويرقع
وينفى الأعادي عن حمى وسوحه ... ويدفع أرباب الضلال ويدفع
يناظر بالآيات والسنة التي ... أمرنا إليها في التنازع نرجع
فأضحت به السمحاء (كذا) يفتر ثغرها ... وأمسى محياها يضيء ويلمع
وعاد به نهج الغواية طامساً ... وقد كان مسلوكا به الناس تربع
وجرت به نجد ذيول افتخارها ... وحق لها بالا لمعي ترفع