للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رمزاً إلى المقام والسلطان. وفي التوراة أن أحشو يرش ملك فارس أعطى خاتمهُ هامان الاجاجي لما فوّض إليه قتل اليهود , ثمَّ استرده منهُ وأعطاه مردخاي اليهودي. أما الإسرائيليات فكنَّ يلبسنَ خواتم كبيرة الفصوص للتحلي فقط. وقد رمز البعض من اليهود بالفتخة إلى دوام رباط الزيجة , ولعلهم اقتبسوا ذلك من قدماء المصريين لأن الدائرة عند هؤلاء رمز الدوام

الخواتم عند اليونانيين والرومانيين - لم يكن الخاتم معروفاً عند قدماء اليونانيين - لم يكن الخاتم معروفاً عند قدماء اليونانيين قبل زمن هوميروس. وكان أول عهدهم بهِ في القرن

السادس فبل المسيح. ثم شاع استعماله عند نسائهم ورجالهم , فكان يتحلى بهِ عظماؤهم كأرشوطاليس وذيموسطنيس. وكانت أنواعهُ كثيرة أثمنها ما صنع من الذهب ورصّع بالحجارة الكريمة كالجزع والعقيق واليشب والجمشت ولا يزال كثيراً منها محفوظاً في دور العديات إلى يومنا

أما الرومانيون فلم يتختموا لمجرد الزينة كاليونانيين , بل كان الخاتم عندهم رمزاً إلى طبقة معلومة من الشعب , أو إلى منصب من المناصب. فكان خاتم الحديد رمز العبودية؛ وخاتم الذهب رمز الشرف وعلو المرتبة. وكانت لهم في ذلك شرائع وقوانين لا يتعدونها فلا يتختم العبد بخاتم السيد , ولا الأمير بخاتم العبد

وقد كان أول استعمال الرومانيين للخواتم أن الحكومة كانت تمنحها للشيوخ الذين ترسلهم سفراء إلى الحكومات الأجنبية. ولما منحت هؤلاء حقّ التختم بتلك الخواتم في الاجتماعات الرسمية بعد استقالتهم من مناصبهم , أخذ غيرهم من الأشراف في أوائل القرن الخامس يقتدي بهم. وما كان الأشراف عندئذ إلاّ نفراً قليلاً

<<  <  ج: ص:  >  >>