للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعشرون ربيعا من حياة لولاك لكانت خمسة وعشرين شتاء مظلما. ولكنني منذ أحببتك, صرت أرى للحياة معنى جديدا. ولئن كان أهلي يعدون على هذا الحب هفوة من هفوات الشباب, فسلام الله على هفوات كلها حسنات, وحبذا غرور أنت مبعثه أيتها الساحرة المعبودة!

خمسة وعشرون ربيعا يا " سيبيل "؛ بل ثلاثة وعشرون شتاء وربيعان. فلقد مر على حبنا عامان, كنا في خلالهما عائشين في أحلام هنيئة. ولسوف يأتي يوم يرى فيه العلم أن حبنا الذي يزعمونه هفوة من هفوات الشباب, إنما هو السبيل الوحيد إلى السعادة الخالدة. وما أطمع المحبين بتلك السعادة فإنهم يرون الخلود قصير المدى لا يكفيهم للتمتع بأحلام الغرام.

هل تذكرين أيامنا في " وندرمير " بقرب تلك البحيرة الهادئة؟ سلام الله على تلك الأيام يا سيبيل. إن من التذكارات ما ينبض لها الفؤاد طربا, ويطفر لها الدمع سرورا. لقد كانت إقامتنا بقرب تلك البحيرة أشبه بحلم في إشراق النهار, ما لبثنا أن استيقظنا منه, فصاح بنا داعي الفراق. إذا افسح الله في أيامنا , فسنحج إلى " وندرمير " ونجلس على شواطئها الهادئة, لأنه إذا كان للبوذي نهره, وللمسلم مكتَّهُ ولليهودي أورشليمه, فلماذا لا تكون تلك البحيرة كعبتنا المقدسة نزورها من آن ألى آن, وننم عندها فروض الغرام؟

دعيت البارحة للذهاب إلى ... فأبيت محتجا بأعذار باطلة. ولكن أختي علمت السبب, وأدركت أن رؤية ذلك الغدير وحدها كافية أن

<<  <  ج: ص:  >  >>