الفراق. . .! تلك أيام مرَّت بنا مرّ السحاب , وهذه أيام تمشي متثاقلة بنا إلى القبر , غير عابئة بما تطيل من آلام وعذابات؛ فلا تنطوي منها دقيقة , إلاَّ وتنطوي معها أنفاس. وإلا بدية محبة لذاتها تضم إلى سفرها من أعمارنا أيام السعادة , وتبقي لنا أيام الشقاء. ولولا شعاع أملِ ضئيل يحترق حجب الظلام , لكانت الحياة أعظم نقمة ينتقم بها الله من خليقة يديه
لا يا سيبيل. بل الحياة كلها سعادة وهناء , لأنك أنتِ فيها. ولولاكِ لكان العالم في نظري فراغاً , وكل ما فيه ألغازاً وأوهاماً. وكثير ما أتساءَل: ترى لماذا لا يكون العالم كله سعيداً لوجودك فيه.؟ ثم أثوب إلى نفسي وأقول: بل يجب أن تكوني لي وحدي لا للعالم أجمع. لأننا إذا كنا كلانا سعيدين , فما الذي يهمنا سعد العالم أو شقيَ؛ عُمّر الكون أو خرب , ثبتت الكائنات أو زلزلت
لماذا تطلبين إليّ يا سيبيل أن أحرق رسائلك؟ إنجيل الغرام المنزل تجُعل آياته أكلا للنار؟ استغفر الله أيتها القاسية. إن رسائلك تبقى إلى الأبد في مأمن من عيون الرقباء؛ فليهدأ روعكِ وليطمئن بالك. واسلمي لمن لا ينساك مدى العمر