للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لي ما رأيك في هذه السيدة التي أربى عمرها على الستين وهي لا تزال تقضي كلّ يوم ساعةً من الزمن أمام مرآتها؟ فقلت: تضيع الوقت سدًى , فأنَّي للمرآة توليها ما أولئك الطبيعة من الرونق؟ وبعد برهةٍ كنتُ إلى جانب ابنة الستين فسرعان ما قالت لي: انظر إلى هذه العجوز الدردبيس فهي تحاول بطلاء وجهها أ، تمحو آثار الثمانين عاماً التي تثقل كاهلها فأجبت هذا خَرَف الشيوخة قلتُ هذا وبقيتُ مدةً أُفكّر. ثمَّ عزمت على إعادة طوافي مبتدئاً هذه المرة من الكبرى إلى الصغرى: فجلستُ بقرب الثمانين سنة وقلت لها: إن هيأتك يا سيدتي أشبه شيء بهيأة السيدة التي كنتُ أحدثها الآن , فكأنكما أُختان ولدتا في سنة واحدة فتبسمت وقالت: أنت مصيب فقد ولدنا في عام واحد تركتها وعدتُ إلى الستين سنة فقلت: تراهنت واحد أصحابي على أنكِ وهذه السيدة (وأشرت إلى ابنة الأربعين) قد ولدتما في شهر واحد في سنة واحدة فأمالت رأسها إمالة الإثبات الشديد وقالت وأظن في أسبوع واحد انتقلتُ بعدئذٍ إلى جنب ابنة شقيقتكِ , فإن الناظر إليكما يظنكما تؤأمين فأجابت لا هي بالحقيقة ابنة أختي , لكنَّ أمها أختي كانت تكبرني بخمسة وعشرين عاماً , وقد أخبرتني أني ولدتُ وابنتها هذه في عام واحد. . . تقول ابنة الثمانين أنها ولدت في سنة ولادة ابنة الستين , وهذه ولدت في السنة التي ولدت فيها ابنة الأربعين. وهذه ولدت وابنة العشرين في عام واحد. فتكون العجوز

<<  <  ج: ص:  >  >>