الثمانينية - على هذا الزعم - من سنّ الفتاة ابنة العشرين. . .؟ آه
من عمر النساء. . .!
تمثال مويّار
لا يزال الإنسان يغالب عناصر الطبيعة , فيتغلب عليها؛ ويسترق أسرارها ونواميسها , فيستخدم قواها لزيادة قوته , أو لتوفير أسباب رفاهيته. فتوحاتٌ وانتصاراتٌ أحرزها وهي أبهى وأشرف من انتصاراته في ميادين القتال. وآخر فتح ثمَّ له من هذا القبيل , تذليله الهواء , واتخاذه إياه مطية سهلة المقاد. فصار يسافر هواءَ كما كان يسافر برًّا أو بحراً , فدانت له الطبيعة بأسرها. على أن هذا الفتح لم يتم له دون تضحية العدد الكبير من الأبطال. نخص منهم اليوم بالذكر المهندس الفرنسوي مويار الذي رفعت له شركة مصر الجديدة تمثالاً في أرضها , وجمعت الوجهاء والأدباء حوله في الشهر الغابر ليحتفلوا بذكره. هكذا يكرم الغربيون نوابغهم. . وقد أراد علاَّمتنا زكي باشا أن يكون لنوابغ الشرق نصيبهم من هذا الإكرام , فأبان في خطبةٍ ملؤُها التنقيب والبحث أن اثنين من العرب - وهما الجوهري وعباس بن فرناس - قد حاولا الطيران قبل سواهما. وقد اعترفت بذلك لجنة الاحتفال , فنقشت الأبيات الآتية على قاعدة التمثال وهي لحافظ إبراهيم:
إن يركبِ الغربُ متن الريح مبتدعاً ... ما قصّرتْ عن مداه حيلةُ الناسِ
فأن للشرق فضلَ السبق نعرفه ... للجوهريِّ وعباس بن فرناس
قد مهدّا سُبُلاً للناس تسلكها ... إلى السماء بفضل العلم وإلباسِ