للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لعلهم يتحفوننا بما يعنُّ لهم من الملاحظات في الموضوع الذي نحن في صدد الكلام عنهُ قال تولستوي:

نابوليون واسكندر الأول

إذا جارينا المؤرخين في أن الرجال العظام يسيرون بالإنسانية إلى غايات معلومة , وأن الموازنة الأوروباوية , وانتشار الأفكار الثورية , وعمران البلدان وغير ذلك من الأغراض تتعلق بعظة الدولتين الروسية والفرنساوية , تعذَّر علينا والحالة هذه أن نفسِّر معاني الحوادث التاريخية دون أن نجعل للصدفة والدهاء شأناً فيها

ولو كانت الغاية من الحروب الأوروباوية التي شبت نيرانها في مفتتح هذا القرن (التاسع عشر) إعلاء شأن الدولة الروسية لكان من الممكن إدراك تلك الغاية بغير الحروب التي سبقتها وبغير تلك الغزوة

ولو كانت عظمة فرنسا هي الضالة المنشودة لكان من المستطاع أصابتها بغير الثورة والإمبراطورية

ولو كان الغرض الذي يرمون إليهِ نشر الأفكار الثورية لكانت الكتب أسهل منالا له من الجنود

ولو كان رفع منار العمران هو الحاجة التي يطلبونها , لسهل عليهم قضاؤها بذرائع أنجع

من إهلاك عباد الله ونهب أشيائهم

ولماذا جرت الحوادث في هذا المجرى , ولم تجرِ في غيره؟

إن التاريخ يجيب أن الصدفة أوجدت الحالة , فاستفاد منها الدهاء ولكن ما هي الصدفة وما هو معنى لفظة دهادء؟

<<  <  ج: ص:  >  >>