للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا تَنكروا من أحمدٍ مُعجزاً ... إِن قيل سحرٌ فهو سحرٌ حلالْ

سطورُ حسنٍ مشرقاتِ السنا ... كأنها بعضُ ليالي الوصالْ

وتارة تحكي عيونَ المها ... سواحرَ الدلِّ مواضي النصالْ

آياتها بيّنةٌ للنهى ... وقدرُها أرفع من أن يطالْ

هيهاتِ ما الإتيانُ من مثلها ... بسورةٍ إلاّ ورا الاحتمالْ

تظهرُ من أحرُفِها هيبةٌ ... تشخّصُ الضرغامَ وسطَ الِحال

فلو تحدَّي في البرايا بها ... داست على هام النهى بالنعالْ

هذا هو الشعرُ الذي تعتلي ... بمثل شأواهُ معالي المقالْ

في كل شطرٍ منهُ ثغرٌ غدا ... يفترُّ عن نظمِ اللآلئ الغوالْ

وكلُّ بيت حلَّه يعربٌ ... مطنَباً فوق الدراري العوالْ

فصاحةُ البدو على لفظهِ ... تسيل كالماءِ النمير الزلالْ

أما مغازيهِ فكم سلسلتْ ... بلاغةً فيها يهيمُ الخيالْ

سهلٌ على الأفهام لكنهُ ... ممتنع أن يُنتحى بالنضالْ

فيهِ مع الرَّقةِ روحٌ وما ال ... أرواح بالتقليدِ مما ينالْ

يُعجزُ من جاراه مهما ارتقى ... فضلاً كمن حاولَ نيلَ المحالْ

وجاذب الحسنِ لعمري لهُ ... معنىً يراهُ الذوقُ فوق الجمالْ

فيا أمير الشعر مهلاً فقد ... سلبتَ والله شعورَ الرجالْ

كم لك من عذراءِ فكرٍ زهتْ ... كالروض وافي الزهر ضافي الظلالْ

فتنتَ أهل الشام في حسنها ... وفخرُ وادي النيل فيها استطالْ

رقَّت فكانت كنسيم الصبا ... إذا تلوناها على الغصن مالْ

إيجازُها رحبُ المعاني على ... زهوٍ كغمز اللحظِ من ذي الدلالْ

<<  <  ج: ص:  >  >>