ولما قرأتُ الأبيات التي نشرتها الزهور عجبت من أول بيت لهذا التقييد الذي أراه في الرويّ. ثم مررت في هزّها حتى أتيت عليها. فإذا صقال مطبوع , وإذا فكر دقيق وبصيرة نفاذة وفطنة شفافة. فراجعت رأيي متَّهماً ثم رجّعت النظر كرتين فصحَّ عندي أن تقييد الروي انطلاقٌ في حرية الشاعر وأنهُ من أفراد شعراء المعاني الذين ينبع الشعر في قلوبهم قبل أن يفيض على ألسنتهم ولا أعرف ذلك لأحد كما أعرفهُ للرجل الكبير الذي يكاد يكون قلباً كلّه وهو إسماعيل باشا صبري
أبو السامي الرافعي
الأبيات لولي الدين بك يكن. فإن أخطأ ظني فما ذلك إلاَّ لأن الشعر الحقيقي روح واحدة تتجلّى بمظاهر متعددة حسب ما توجيه قرائح الشعراء وكثيراً ما تتشابه هذه المظاهر فتعسر معرفة اسم الناظم مهما كان لأسلوبه في النظم من المميزات
اسكندر سعيد البستاني
هذه الأبيات تشابه في روحها الأبيات المنشورة تحت عنوان لؤلؤ الدمع في الجزء نفسه ولاسيما في قول الشاعر وقد كدت أنسى كبرتي فاد كرتها فإنهُ ينطبق على ما ورد في مطلع لؤلؤ الدمع لولي الدين بك يكن
لا تذكريني فإنَّ الذكر يرجع لي ... عادات وجدي في أياميَ الأول
حنا ويوسف شيخاني
هذه الأبيات ليست لشوقي لأنَّ شعره يعلو ويخفض كموج البحر؛ وليست لحافظ لأنهُ يعتني بالديباجة أكثر من اعتنائهِ بالمعاني؛ وليست لخليل لأنَّ ألفاظهُ أقلّ من معانيه؛ وليست لوليّ الدين لأنهُ على فصاحته يعوزه بعض الجزالة , وليست لإلياس فيّاض لانصرافه عن الشعر إلى سواه في الأيام الحاضرة. على أنهُ لو كان البارودي لا يزال حيَّا لنسبتها إليه لما فيها من رصانة القول وجزالة المعنى وحسن السبك. فهي في رأيي والحالة هذه لسعادة إسماعيل باشا صبري