أثناء كسوفها وواقع الحال يؤيد هذا القول , فإن الكسوف قد أفادنا عن الشمس أكثر من جميع المظاهر الجوّية. وإذا كان وجيزاً , يكفي لأخذ الرسوم ودرس أطوار الشمس وبقَعِها. فإن التقارير عن هذه الحوادث قد أفادت العلم فائدة عظمى ومهّدت السبيل لاستخراج النتائج المهمة من هذا القبيل
اعتقادات الشعوب - قال فونتنيل نرى لدى كسوف الشمس من الخزعبلات والخرافات ما يقضي بسنّ قانونٍ يمنع العلماء من الإشارة إلى هذا الحادث قبل أوانهِ. . . وكان القدماءُ ينسبون الكسوف إلى غضب الآلهة , أو إلى حنق الشمس التي تحجب طلعتها النيرة دون فظائع البشر. وقد عزا ذلك قومٌ إلى يدٍ قوية تسدلُ ستاراً على منبع الأنوار , وآخرون إلى ضلال الأرض عن مركزها , وتوهم البعض أن الحادث الطبيعي ليس إلاَّ مفعول أعمال السحرة التي تطفئ النور. وهذا هو سبب ما كان يقدم عليهِ - حتى في أيامنا - من صراخٍ وهتاف وضرب على صفائح نحاسية زعماً منهم أنهم يبطلون بهذه الطريقة مفعول السحر أو يخيفون التنّين الذي يبتلع الكواكب. ونجد أن هذا الاعتقاد كان سائداً بين معظم الشعوب , كالهنود والصينيين واليونان والرومان والعرب وسكان أميركا. وقد رأينا مما تقدم أن هذا التنين المخيف ليس إلاَّ القمر الذي يقف بيننا وبين أختهِ الشمس فيحجب عنا نورها
زعمُ هيرودوتوس ٤٨٤ - ٤٢٥ ق م - إنَّ كتابات هذا المؤرخ