طوائف الأقحوان. وما أكثر أشكالها وألوانها. وكلا المعرضين يفتح في وقتهِ يومين متواليين - السبت والأحد - وبديهي أن الجمعية إنما تختار هذين اليومين لأنهما يوما الراحة والتنزه في الإسكندرية , ويكثر إقبال الجمهور فيهما على مشاهدة معروضاتها الجميلة فشهر ابريل نيسان الحالي هو شهر معرض الزهور. وقد فتح هذا المعرض في يومي السبت والأحد الواقعين في ٢٠و٢١ منهُ وأقبل الألوف من الناس يتمتعون برؤية زهوره وبقوله منسقةً أبدع تنسيق وقد جرت العادة السنوية أن يحتفل بافتتاح معرض الزهور بحضر أمير البلاد أو نائب ينوب عن سموه من أمراء العائلة الخديوية , ولكن في هذه السنة كانت حفلة افتتاحه بسيطة على خلاف العادة فقد جرت بحضور أعضاء الجمعية وجماعة من أصحاب المعروضات وجمهور من الزائرين. ولم يرأسها أحد من الأمراء ولا النظار غير أن ذلك لم يؤثر في رونق المعرض ولا أنقص من جماله في نظر الجمهور
قبل أن نصف معرض الزهور يجمل بنا أن نورد لقراء الزهور نبذة موجزة عن نشأة الجمعية صاحبة هذا المعرض لأنهُ من ثمار أعمالها: كثير من الناس من يظنُّ أنَّ الجمعية الزراعية في الإسكندرية هي نفس الجمعية الزراعية في القاهرة , أو هي فرعٌ منها. والحقيقة أنها مستقلة عنها تمام الاستقلال , وعملُ هذه يختلف عن عمل تلك. ووجه الشبه بينهما , من حيث الاشتغال بالزراعة , أن الأولى هي بمثابة البستاني الفلاّح. وكلتاهما تقوم بعملها تحت رعاية الجناب العالي الخديوي رئاسة دولة الأمير حسين باشا كامل. ومصر في حاجة إليهما معاً قبل أن تنشأ هذه الجمعية في الإسكندرية منذ سبع عشرة سنة خطر لبعض وجهاء الانكليز من موظفي الحكومة المصرية والنازلين في هذه المدينة أن
يقيموا معرضاً للزهور هنا على نمط المعارض الزهرية التي تقام في انكلترا. فاستعدوا لذلك