وانشأوا معرضاً صغيراً من هذا النوع في النادي العمومي الانكليزي المعروف بنادي جنود والبحر. فكان كأنهُ معرض للنزالة البريطانية في الثغر إذ لم يهتمّ بهِ غيرها من سكان الإسكندرية إلاَّ قليلاً. وبعد سنةٍ من الزمن أقاموا معرضاً آخر في نفس المكان فكان هذا أفضل من المعرض الأول سنة ١٨٩٦ رأى أولئك الغواة أن يوسّعوا دائرة عملهم ويؤلّفوا جمعيةً زراعية للمثابرة على ترقية توليد النبات والزهور في هذا القطر , وإقامة المعرض في كل سنة. وكان كذلك. فأنهم ألّفوا الجمعية برئاسة الأميرال بلامفليد الذي كان مديراً لمصلحة المواني والمنائر في الإسكندرية , وأرسلوا إلى الجناب الخديوي يلتمس منهُ أن يشمل جمعيتهم برعاية السامية , فُسرَّ سموه من المشروع وجعل الجمعية تحت رعايتهِ؛ وانتخب دولة الأمير حسين كامل باشا رئيس شرف للجمعية , والأمير عمر باشا طوسون وكيلاً لها واتفقت الجمعية مع شركة فنادق ننكوقتش على إقامة أول معرض رسميّ في تلك السنة في فندق سان ستيفانو في يومي السبت والأحد الواقعين في ٢٢٣ ابريل نيسان و٢٤ منهُ , وطلبت إلى سمو الأمير أن يفتتح هذا المعرض , ولكنَّ سموَّهُ اعتذر وقتئذٍ عن الحضور وأناب عنهُ دولة البرنس حسين باشا كامل فرأس حفلة الافتتاح كان المعرض الأول صغيراً فأقيم في قاعة البهو من بناية كازينوسان ستيفانو. ولكنَّ الجمهور هرع لمشاهدة الزهور التي تعرض في منتزه عام؛ فضربت الجمعية على الدخول رسماً قدرُهُ خمسة غروش صاغ عن كل شخص , وجمعت من تلك الضريبة مبلغاً كبيراً , لأنَّ عدد الذين زاروا المعرض بلغ نحواً من خمسة آلاف. ولا يزال هذا الرسم بعينه مورداً من موارد الجمعية. وفي سنة ١٨٩٧ تبنَّت جمعية الزراعة البريطانية في لندن جمعية الإسكندرية , وأباحت لها استعمال مداليتيتن من مدالياتها فلورا وبنكسيان - من سنة ١٨٩٧ إلى سنة ١٩٠٣. ثم استقلَّت جمعية لندن بمدالياتها , وضربت مداليات مخصوصة للجمعيات التي تستمدّ رعايتها ,