للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها جمعية الإسكندرية. ولما رأت الجمعية الزراعية الخديوية في القاهرة ترّقي جمعية الثغر في السنة التالية , أرسلت إليها أربع جوائز لتقدّمها للفائزين من العارضين. ومن ذلك الوقت صارت تمدُّها بالمساعدة المستمرّة. وكانت الجمعية تدعو لمعارضها الأولى أفواجاً من تلاميذ المدارس من ذكور وإناث , وتوزّع

عليهم باقات الزهور عند انصرافهم إلة منازلهم , ولكنها أبطلت تلك العادة عند نجاح معارضها

أما معرض الأقحوان فقد أُنشئ في سنة ١٩٠٢؛ وكان إيراده لأول مرّة أكثر من نفقاته. وكان افتتاحه في يومي السبت والأحد - ٢٩و٣٠ أكتوبر - ولا يزال يجيء في وقته تالياً معرض الزهور وقد اضطَّرت الجمعية قديماً إلى إقامة معارضها في فندق أبات القديم وبورصة البرنس طوسون دار الجمعية اليونانية في الإسكندرية , ومنذ عدة سنوات لم تعد تقيم معرضاً في غير سان ستيفانو. وإدارة الفندق المذكور لا تتناول من الجمعية أجراً على إشغالها ساحة بنايتها بخمائل الأزهار , بل تكتفي بما تستورده بسبب المعرض من أثمان المشروبات والمأكولات , وهو شيء كثير. أما إيراد الدخول فتأخذه الجمعية كما تقدّم.

كانت الجمعية عند نشأتها فقيرة تجمع من أعضائها من المال ما تستعين بهِ على القيام بعملها في الزراعة , ولكنها كانت حكيمة مقتصدة لا تشتغل إلاَّ بقيمة ما تستوردهُ. ولم تخطو خطواتٍ سريعة في ميدان العمل إلاَّ منذ سنة ١٩٠٧ , فإن الحكومة منحتها في تلك السنة إعانة سنوية قدرها ٦٠٠جنيه , فوسعت دائرة زراعتها , وعيَّنت لها سكرتيراً خاصاً هو المستر فش الذي لا يزال يشغل مركزه فيها بكل كفاءة. ثم أعطتها بلدية الإسكندرية بقعة أرضٍ في حديقة النزهة لنجري التجارب الزراعية فيها , وجعل السكرتير مكتبه في تلك الحديقة الواسعة للإشراف على العمل , ومنذ تلك السنة صارت تستغلّ زراعتها

<<  <  ج: ص:  >  >>