وفي سنة ١٩٠٩ استأجرت من مصلحة الأوقاف الخديوية عشرين فدانً من أرض عزبة خورشيد القريبة من الإسكندرية لمدة ثلاث سنوات , الفدان بأجرة ١٣جنيهاً في السنة. وفي سنة ١٩١١ زادت الحكومة إعانتها فجعلتها ٨٠٠جنيه وعنيت هذه الجمعية منذ نشأتها بتهذيب مغروسات البساتين وغروس ما لا يعرفهُ المصريون من أشجار الفاكهة الأجنبية , والنباتات المتنوّعة في أرض مصر. وقد توصَّلت بقوَّة تجاربها الكيماوية والفنيّة العديدة إلى إدخال بضعة أصناف جديدة على ما نراه عندنا من البقول والفاكهة والأزهار. ونذكر على سبيل الاستشهاد فيما يأتي بعض ما رأيناه من الجديد في المعرض الأخير: الليمون الحامض النباتي , وهو أشبه بالليمون البلدي والرشيدي إلاَّ أنهُ أكبر حجماً ولا نوى فيهِ , والبطاطس الانكليزي وهو نوع من أجود أنواع هذا الصنف والباميا البيضاء , واللفت
الذي يستعمل لاستخراج السكر , وأنواع كثيرة من البقول والخضروات. وكثير من أنواع الزهور والرياحين وأخصها الجيرانيوم وزهر الايرس الإسباني. وهي تشتغل الآن بتلقيح البرتقال البلدي بالبرتقال اليافاوي المعروف بالشموطي وتحسين الصنف المعروف باليوسف أفندي المصري وقد أهدت إليها إدارة الزراعة في الولايات المتحدة عدَّة أنواع من أشجار البرتقال والخوخ والدرَّاقن. استحضرت من اليابان أنواعاً من الأشجار والبقول وهي تستعمل في زراعتها السباخ الكيماوي وأخصُّ تراكيبه ما كان ممزوجاً بفوسفات حمض الكلس والبوتاس ونترات السودا. وتستخدم أحدث الأدوات الزراعية وتبيعها للطالبين. وكانت منذ بضع سنوات توزع البذور على الزراعيين مجاناً تشجيعاً لهم على إتباع خطواتها في العمل. أما الآن فتبيع البذور وغيرها برأس المال ولولا ذلك لكانت أرباحها وافرة معرض الزهور الذي أقيم في هذا الشهر هو مجموعة نموذجات متنوّعة مما تغرسهُ الجمعية في أرضها - ما ذكر وما لم يذكر - ومما يزرعهُ غواة الزراعة ورجال الحقول من شتى الأزهار والنباتات والبقول على اختلاف أنواعها وأشكالها وألوانها