ودانت له أشتاتها , فألَّف منها ذلك الكتاب النفيس. ولكنَّ صاحب الهلال مأثور عنهُ النشاط والانكباب على الدَّرس , والرغبة في إفادة الناشئة العربية في هذا العصر , وليس كتابه هذا بأوَّل عملٍ مجيد يشكره عليهِ أبناء اللسان ويحتوي هذا الجزء على تاريخ آداب اللغة العربية في العصر العباسي من قيام الدولة العباسية إلى دخول السلاجقة بغداد , ويدخل فيهِ تكوّن العلوم الإسلامية ونقل العلوم الدخيلة إلى نضج العلم في أواسط القرن الخامس للهجرة , وفيهِ تراجم العلماء والأدباء والشعراءِ وسائر أرباب القرائح , ووصف مؤلفاتهم وأماكن وجودها أو طبعها من أقدم أزمنة التاريخ إلى الآن. فأنتَ ترى أن هذا الكتاب تاريخ لم يوضع قبله في العربية كتاب مثله , وقاموس يرجع إليهِ من طلب معرفة أدباء اللغة العربية في جميع الأمصار. ولقد كان المتأدبون منا يُقضي عليهم بالتعب والدَّرس السنين الطويلة لكي يلمُّوا إلماماً علماً بتاريخ الآداب العربية - وقد يملُّ كثيرون العمل , ويقنطهم السعي والبحث - فأصبحوا اليوم , بفضل الأستاذ زيدان , يتناولون ذلك التاريخ على أهون سبيل , وأصبح في وسعهم أن يشغلوا أيامهم بدرس علوم شتى كان ذلك السعي والبحث يحولان دونها. فكتاب تاريخ آداب اللغة العربية , وكتاب تاريخ المدُّن الإسلامي وحدهما , يحلاَّن صاحب الهلال المحلّ الأسمى من الكرامة والاحترام في نفوس أبناء اللغة العربية , وهما إلى جانب ما لحضرته من التأليف والأعمال يصِفانِ حياته بأنها حياة العمل والنفع الحقيقيَّين
تعليل النوع - إذا سمينا لقراء الزهور الدكتور محمد عبد الحميد فلا نسمّي لهم من يجهلون
, فهو الذي يتحفهم بتلك المقلات الشهرية عن تربية الطفل وهو الذي طالما أشرنا إلى كتبهِ الطبية النفسية التي لم يسبقه عالم إلى وضعها باللغة العربية. وأمامنا اليوم كتابٌ جديد له في تعليل النوع وهو يشرح نظرية النوع الجديدة المبنية على المشاهدات الإكلينيكية مع ذكر الطريقة المؤدية إلى معرفة نوع الطفل في بطن أُمه وقبل ولادتهِ وبيان طريقة الحصول على النوع المرغوب فيه من