إلى الأرض بقوة الجاذبية , ولا تقدر أن تسبح في الجو ما لم يكن هناك من المواد الكيماوية ما يساعدها على معادلة ميزانيتها الطبيعية. شجرة التفّاح لا تستطيع أن تحمل عناقيد العنب , كما أن الدوالي لا تثمر موزاً , وكل ما في الكون مرتب محدود. يقول فولتر: قُدّر على الإنسان أن يكون له عددٌ محدود من الأسنان والشعر والأفكار؛ وقُدّر عليه أن يأتي يوم بهِ تسقط أسنانه , ويقع شعره , وتتلاشى أفكاره. ثم يتابع كلامه قائلاً: بعض البلهاء يقول: إن طبيبي البارع قد شفي عمتي من مرضها الخطر , وزاد في حياته عشر سنوات تقول , أيها الأبلة , أن طبيبك شفى عمتك من مرضها , ولكنهُ بفعله هذا , لم يغلب إرادة الطبيعية ولم يعاكسها بل اتّبعها. وقُدّر على عمتك أن تولد في هذه البلدة , وأن تمرض في يوم كذا بمرض كذا , وقُدِّر على عمتك أن تولد في هذه البلدة , وأن تدعوَه عمتك إليها , وأن يلّبي طلبها , وأن يعطيها العلاج الذي شفاها. هكذا شاءت الظروف الجارية بأحكام الناموس الأبدي الفلاّح الجاهل يظن أن الجوَّ أمطر حقله اتفاقاً ولكن الفيلسوف يعلم أن الصدفة اسم بلا مسمّى. وأنَّ التراكيب الجوّية أوجبت وقوع المطر على تلك البقعة في ذلك اليوم من الناس من تخفيهم هذه الحقائق فيقولون أن بعض ما في الكون ضروري , والبعض الآخر ليس إلاَّ حوادث وعوارض. وأنا أجيبهم أنهُ لمن المضحك أن يكون نصف الكون مرتّباً وتابعاً لنواميس