التي تنشأ منها الساعات العشر أو الإثنتا عشرة وهي مدة عمره الطويل. ما عاش هذه الساعات الطوال إلاَّ وقد حنكته التجارب , وعجم عود الزمان , وغمز قناته , فقام بين أخوته وأخواته خطيباً مصقعاً , ذرب اللسان , بليل الريق , جزل الخطاب , قوي العارضة , تخلب أقواله كل سامع. كيف لا يكون كذلك وقد ركِبَ من الأمور أكتافها , واقتعد ظهور المكاره , وحلب الدهر أشطره فأصبح طويل الفكرة , دائم التدُّبر , ولذا لا تعجب إذا قلتُ لك أنهُ غدا لقمان أوانهِ , وسبحان زمانهِ , وسليمان عصره , وقسَّ دهره أجل أنهُ لكذلك لاسيما وقد رأى أنداده ولدَاتهِ , قد اخترمتهم المنية عند الظهر , كأنهم خلائق نجت , كأنهم خلائق نجت , كأنهم خلائق نجت , كأنهم خلائق نجت , كأنهم خلائق نجت , كأنهم خلائق نجت , كأنهم خلائق نجت , كأنهم خلائق نجت , كأنهم خلائق نجت , كأنهم خلائق نجت , كأنهم خلائق نجت , كأنهم خلائق نجت , كأنهم خلائق نجت , كأنهم خلائق نجت نجاة سعيدة من مساوئ الشيخوخة , التي كانت تحلُّ بهم لو كانوا بلغوا مداها. ولهذا يحقّ لهذا الشيخ الجليل , لقمان هذه الدويبات أن يقصّ على أحفاده الأخبار المتواترة التي تروي أموراً كلها عجائب وغرائب لم تدر في خلد أصحاب التواريخ المدوَّنة. وعليهِ , جمعهم ذات يوم , وهم كلهم أقوام من جنسهِ , في مقتبل الشباب , وغض الأهاب , عمرهم ساعة. ثم قال لهم: هلمَّ أيها الشبان اسمعوا وعُوا. . . وما قال هذه الكليمات إلاَّ ورأيتهم جميعهم آذاناً صاغية , وقلوباً واعية. ثم أخذ يتكلم وهو يتحدَّر السيل , ويتدفق تدفق اليعبوب , كأنَّ الله فجَّر ينابيع الحكمة على لسانهِ , وأراه الغيب من وراء ستر رقيق شفاف. أما الجلاَّس فكانوا يطربون بغُرَر تلك الأقوال ,