ورئيسه العباس بن عبد المطلب. وبيت تيم بن مرة وجاء الإسلام ورئيسه أبو بكر وبيت عدي وجاء الإسلام ورئيسه عمر هكذا. قال الفرزدق في هذا المعنى:
ما حملت ناقة من معشر رجلاً ... مثلي إذا الريح لفتني على الكورِ
حاشا قريشاً فإن الله فضَّلهم ... على البرية بالإحسان والخير
ولهذا نجد في كتب التاريخ والدروج القديمة فلاناً الشريف العباسي وفلاناً الشريف العلويّ ونحو ذلك. وأما حصر الشرف في ذرية الحسن والحسين رضي الله عنهما فهو بدعة حصلت في زمن الخلفاء الفاطمين. قال الإمام ابن الحاج وتخصيص الشرف بذرية السبطين ليس بشرعي اهـ وقد حرص القوم منذ الصدر الأول على حفظ أنساب تلك البيوتات فأحدثوا وظيفة نقابة الأشراف. وهي وظيفة عامة تشمل التكلم والنظر في أنساب جميع الأشراف من أهل تلك البيوتات. وربما كان تحت إدارتها عند تكاثر ذرية بعض الروع نقابات أخرى فرعية كنقابة الطالبيين ونقابة العباسيين ونحوهم أما مركز هذه الوظيفة فكان من الرفعة والجلالة في المكان المكين. وهذا الشريف الرضي نقيب بغداد يخاطب الخليفة بقوله:
عطفاً أمير المؤمنين فإننا ... في دوحة العلياء لا نتفرُّقُ
ما بيننا يوم الفخار تفاوتٌ ... أبداً كلانا في المعالي مُعرقُ
إلاَّ الخلافة ميَّزتكَ فإنني ... أنا عاطلٌ منها وأنت مطوَّقُ
ولا يزال نقيب الأشراف في الدولة العلية يقدَّم في التشريفات