ونحو ذلك. ولشيخ المشايخ الولاية العامة على الجميع. ولم يكن للصوفية مشيخة عامة ترجع إليها أعمالهم وتتوحّد بها مقاصدهم بل كانت كل طريقة أو زاوية مستقلة بنفسها فكانت الفتن تكثر بسبب ذلك. فلما أنشأ السلطان صلاح الدين الأيوبي خانقاه سعيد السعداء وسماها دويرة الصوفية جعل لشيخها شبه تقدّم على غيره من المشايخ وكان لا يولّي عليها إلاَّ أعاظم رجال الدولة من الأكابر والأعيان كأولاد شيخ الشيوخ بن حموية مع ما كان لهم من الوزارة والإمارة وتدبير الدولة وقيادة الجيوش: ووليها ذو الرئاستين الوزير الصاحب تقي الدين عبد
الرحمن بن بنت الأعز وغيره. وما زالت الحال كذلك إلى أن توجّدت رئاسة الصوفية بمصر في القرن التاسع للهجرة فجعلت الولاية فيها للسيد محمد شمس الدين البكري وكان من أعظم رجال عصره علماً وديناً. قال الشعراني عنهُ (ولو قلت أنهُ أعلم أهل زمانه لم أبعد عن الصواب) ثم تولّى بعده ابنه الإمام شيخ الإسلام العلاَّمة الشهير أبو السرور والبكري وانتقلت بعده إلى ذريته ولا تزال إلى الآن في البيت البكري الصديقي بمصر
نقابة الأشراف
الشرف هو بمعنى الرفعة. وكان يطلق في الجاهلية على عظماء العرب. فلما جاء الإسلام خصَّه بيوتات قريش. وجعلهم أكفاء في النسب وما عداهم ليس بكفؤ لهم. ومن هذه البيوتات بيت هاشم وجاء الإسلام