جعلتَ يا ربِّ هذا الحسن واسطةً ... نلقى بها الهمّ أشكالاً وألواناً
إن شئتَ فاخلق وجوه الغيد أجمعها ... شنعاء أو فاخلقِ الشبَّان عميانا
وفي وادي النيل أنشدنا طانيوس عبده:
لا تظلمي دَنِفاً ذابت حشاشتهُ ... فقد عطفتِ عليهِ قبلُ أحيانا
أو كان شأنكِ شأن الله متّعنا ... بكلّ ما قد نهى عنهُ وجازانا
بليغٌ والله دفاع الشاعرين! وهو جديرٌ بأن يُضمُّ إلى دفاع من تقدمهما فقال:
إلهي ليسَ للعشَّاق ذنبُ ... لأنك أنتَ تبلوا لعاشقينا
فتخلق كلَّ ذي وجه مليح ... بهِ تسبي عقول الناظرينا
وتأمرنا بغضِّ الطرف عنهُ ... كأنكَ ما خلقتَ لنا عيونا
وما دام المجال منفسحاً أمامي في هذا الجزء , لا بأس عليَّ من إيراد أبيات وردت على إدارة الزهور من ناظمها محمود أفندي الناظر , وهي لا تخرج كثيراً عن هذا الموضوع. قال موجّهاً السؤال إلى خليل مطران:
أتنجلي في النهار ... محجوبة الأقمار
أم تلك سرب ظباءِ ... كرهن سكنى القفارِ
جاءت تصولُ علينا ... بأين كالشفارِ
بالقدّ كالغصنِ لدناً ... والخدًّ كالجلّنارِ
قد كنتُ من قبل جلداً ... واليومُ عزَّ اصطباري
إن دام واللهِ هذا ... فسوف ألقى تباري
فيا خليل أجبني ... كيما يقرّ قراري
وزار خليل إدارة الزهور فعرضت عليهِ الأبيات , فكتب للحال تحتها:
محمود صبراً على ما ... لقيتَ في الأقمار
وفي الظباءِ الجوافي ... وهنَّ أنسُ الديار
لا يكمل الحبُّ ما لم ... يَجُزْ مدى الاصطبارِ
فصبراً إذن أيها المحبُّون حتى يبلغ حُبكم حدَّ الكمال
حاصد