للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والآن انظر إلى القفص!

لقد صمت الطائر المغرد , والشماع المحيي تجمد , فلا ترى في القفص إلاّ قليلاً من الشمس المائتة!

مات الصغير المغرد , مات صغير حشاشتي! مات قبل غروب الشمس وقبل انقضاء الربيع , ولا يبقى في نفسي إلاّ أثر من ذلك اللحن البديع!

شعاع ذهبي أطل حيناً واختفى في كبد الآفاق

ابتسامة نور أشرقت نور وما لبثت أن تبددت

نور فكر ضاء ثم اضمحل في لجج العدم

وردة أُثير تنفست فعطرت وأسكرت ثم ذبلت

نغمة حب تموجت ساعة ثم تلاشت في هاوية السكينة

صديق صغير غرد فأطربني وسكن بجوار روحي فأنسني ولما آلم قلبي العالم بدناءته وكذبه غنى طائري فأنساني قباحة البشر وغشّهم وجعلني أفكر في كل حسن بهي

هذه قيثارتي فقدت أحد أوتارها فناحت بلابل أنغامها

فما أتعس القلوب الشديدة التأثر! وما أكثر مرارة الجرح الصغير الذي يفتح جراحات كبيرة!!

مي

<<  <  ج: ص:  >  >>