فإن تركي والحزنُ ملءُ جوانحي ... إداريه فلغرركَ بشري وإيناسي
وكم في فؤادي من جراحٍ ثخينةٍ ... يحجّبها برادي عن أعين الناسِ
تخذتُ لهمّي عين شمس مباَءةً ... فثمَّتَ إِضحائي فريداً وإغلاسي
يخالون أني في متاعٍ حيالها ... وبئس متاع الحيّ جيرة ديماس
أرى روضةً لكنها روضةُ الرَّدى ... وأصغي وما في مسمعي غير وسواسِ
وأنظرُ من حولي مشاةً وركّباً ... على مُزجّياتٍ من دخانٍ وأفراسِ
كأني في رؤيا يزفُّ الأسى بها ... طوائفَ جنّ في مواكبِ أعراسِ
وما عين شمس غير ما ارتجل النهى ... بقفرٍ جديبٍ من مبانٍ وأغراسِ
بنوها فأعلوها ما هو غير أن ... جرتْ أحرفٌ مرسومة فوق قرطاسِ
بدت إرَمٌ ذات العماد كأنها ... من القاعِ شدَّتها النجومُ بأمراسِ
كفتها ليالٍ نزرةٌ فتجدَّدت ... ثوابت أركانٍ رواسخ آساسِ
وغالط فيها البعثَ ما خالط الحلى ... بها من ضروبٍ محدثاتٍ وأجناسِ
هناك أُبيحُ الشجوَ نفساً منيعةَ ... على لضيم مهما يفللِ الضيم من بأسي
يمرُّ بيَ الأخوانُ في خطراتهم ... أولئك عوَّادي وليسوا بجلاّسي
أهشُّ إليهم ما أهشُّ تلطفاً ... وفي النفس ما فيها من الحزن والياسِ
ذرونيَ وانجوا من شظايا تصيبكم ... إذا لم أطقْ صبراً فأطلقتُ أنفاسي
فإني على ما نالني من مساءةٍ ... لأرحمُ صحبي إن يلمَّ بهم بأسي
ذروني لا يملكْ وجيفي قلوبكم ... إذا مرَّ ذاك الطيف وادَّكر الناسي
فتا لله لولا ذلك الطيفُ والهوى ... لهُ مُسعدٌ لم يملك الدهرُ إتعاسي
ذروني أحسُ الخمر غير منفّرِ ... عن الوردِ منها نفر الطائر الحاسي