للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشعر رغماً عن عدم انطباعه عليهِ فأجاد في بعضهِ من ذلك أبيات كتبها تحت صورته مع عائلتهِ امرأته وبناته الثلاث قال:

رسمٌ يمثّلنا والشملُ مجتمعٌ ... والعيش صافٍ وظلُّ الخير ممدودُ

وهذه الحالُ أقصى ما يؤمّلهُ ... حيٌّ من الخلق بالآفات مقصودُ

لكنَّ فرقتنا لا بدَّ واقعةٌ ... يوماً فيُفصلُ عن أثمارهِ العودُ

فنسأل الله جمعاً بعد تفرقةٍ ... في جنّةٍ وجميلُ العَود محمودُ

وقد ازدادت هذه الأبيات اليوم مسحة من الجمال لانفراط الشمل بموت اثنتين من بناتهِ الصبيَّات وبلحاقه بهما: ومن نظمهِ قوله من قصيدة وداعِ:

وداع لذيذاتِ الحياة وداعكم ... فليسَ على شاكي التفرّق من عتْب

يجرّعنا هذا البعاد مرارة ... على قدر ما ذقنا الحلاوة في القربِ

مؤلفاته والحكم عليها - إن الدهر الآتي حكمٌ عدل في كتابات المنشئين , يطرح الغث

ويبقي فيهِ أو لمال كثير عنده , لا لبلاغةٍ في كلامه؛ حتى إذا مات ومات جيله , أنصف الدهر في كتاباته العارية من سياج الجاه والمال , فتناولها ومحاها. وقد يموت كاتب فقير فتبقى كتاباته على هام الدهر لبلاغتها وعلوّ طبقتها. أما سعيدٌ رحمهُ الله فأرى أن كتاباته من الخالدات. ومؤلفاته عديدة منها كتاب الشهاب الثاقب في صناعة الكاتب وهو عبارة عن رسائل في جميع أبواب المراسلة , أنشأها والنفوس إلى مثلها ظمأى , ولم يتحدَّ فيها طريقة التصنّع

<<  <  ج: ص:  >  >>