للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أقتطف من الرسائل الواردة باسمي إلى إدارة مجلة الزهور شيئاً عن الرتب والنياشين , لأن هذا الموضوع حديث الناس في هذه الأيام. كتب لي أحد القراء من مصر يقول ما كان أصدقك يا حاصد في تعليقك على رتبة حافظ حيث كتبت: فإذا نحن قلنا الشاعر حافظ إبراهيم عرفهُ كل ناطق بالضاد. ولكننا إذا قلنا عزتلو الوجيه بك إبراهيم لا يعرفهُ إلاَّ بواب منزله وفرَّاش الكتبخانة. وقولك هذا يصح في كل أديب كبير , فقد حدث منذ أيام في نظارة المعارف ما أُبت ذلك: كان صاحب الهلال , بعد الإنعام عليهِ بالرتبة , في النظارة , وكان هناك أحد كبار علماء الهند. فعرَّف الناظر الواحد إلى الثاني , قائلاً زيدان بك فلم يُعره العالم الهندي كبير التفات لظنهِ أنهُ أحد البكوات - والبكوات في مصر أكثر من الهمّ على القلب - فأدرك الناظر الأمر , وأراد أن يستدرك ما فات فما لبث أن ذكر جرجي زيدان منشئ الهلال فقام الهندي إليهِ وصحافهُ مصافحة

الاعتبار والإجلال مثنياً على تآليفهِ وأعماله الأدبية. . . فما أجمل مغزى هذه الحادثة وما أبلغ. . . وكتب إليَّ قارئ من الأرياف يقول: كثرت المؤامرات في هذا الصيف وإنني لأكاد أرى في رتب أدبائنا واحدة منها , وما المتآمرون إلاَّ عصبة من الباشاوات والبكوات. فإن حافظاً وخليلاً وزيدان كانوا بصفتهم الأدبية يُعدّون في طليعة أهل البلاد قبل هؤلاء الباشاوات والبكوات. فدبَّر لهم المتآمرون هذه المكيدة , وقد انطلقت عليهم الحيلة فأصبح حافظ برتبتهِ الثانية , وخليل بنيشانهِ الثالث , وزيدان برتبتهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>