للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البند الثالث والعشرين من معاهدة برلين , ولفت أنظار أوروبا إلى حالة المسيحيين في مكدونيا , واستمالة الشعوب المسيحية في تلك البلاد كل شعبٍ إلى الدولة التي تضمُّ إخوانهُ تحت رايتها. على أن الغاية القصوى الحقيقية لم تكن إلاَّ التربص لتركيا وتحيُّن ضعفها للاستيلاء على مكدونيا واقتسامها فتكون لكل دولةٍ حصة تُعطاها بمقدار عملها وأهميتها:

فالبلغاريون العثمانيون ينضمون تحت جناحي بلغاريا , والربيون تحت لواء السرب , واليونانيون إلى اليونان. أما رومانيا التي يميل إلأيها أبناؤها الفلاخيون الرومانيون المتشتتون في مكدونيا في كل ناحية وصوب , والذين يصعب جدّاً اجتماعهم معاً في جزء واحد منها , فتعتاض من حصتها هنالك جزءاً غير يسير في ما يحاذي أملاكها من أملاك ومكافأة لها من أجل وقوفها على الحياد. وكانت بلغاريا أشد دول البلقان سعياً إلى الفوز بأمانّيها فلم تدع وسيلةً من الوسائل إلاَّ تذرَّعت بها , وساعدها إهمال الحكومة العثمانية نفسها وأغضاؤها عن مساعيها فمكَّنت محبتها من نفوس البلغاريين العثمانيين بما كانت تبديه لهم المدارس وعمَّمتها في قراهم حتى لقد بلغ مجموع المعلمين الذين يبثون روحها بين الأهالي نحواً من أربعة آلاف معلم لخمسين ألف تلميذ بلغاري عثماني. ولم تكتفِ بذلك كلهِ فأوعزت إلى شباب بلغاري نبيه يدعى يوسف تعلَّم في باريس ونال شهادة دكتور في الحقوق بأن ينصرف عن المحاماة وينتظم في

<<  <  ج: ص:  >  >>