سلك الاكليروس. وما زالت ترقّيه بسرعة حتى عيّن اكسرخوساً للبلغاريين فكان موضع ثقة دولته بما أظهره من الكفاءَة والحذق
والدهاء فبثَّ الروح البلغارية في نفوس رعيته ونشّأ الشعب على التعصب لقوميته وعلَّمه أن بلغاريا إنما هي أمه الحقيقية وأما تركيا فعدوَّتهُ اللدودة. ولما تمادت العصابات المكدونية في غيّها وشرورها وقابلها العثمانيون بالمثل , وأصبحت مكدونيا من أقصاها إلى أقصاها مسرحاً تمثّل عليه الفظائع , وتلعب فيه كرات الديناميت , ويتطاير فوقه رصاص البنادق تململت أوروبا في نومها وفتحت عينيها على تلك البلاد , وأصاخت بمسمعها إلى استغاثة البلقان بها فأقدمت حينئذٍ على العمل وسعت حتى أنشأت في سنة ١٩٠٣ رقابةً أجنبية على إدارة تلك البلاد.