للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في الدنيا. ويلٌ لليد التي سفكت هذا الدم الثمين! إنّ جروحك يفتح شفاهها العقيقة كالأفواه الخرساء تستنطقني نبوةً هي لعنةٌ تكرسف الناس. ستمتلئ جوانب ايطاليا حروباً. وسيقوم الأخ على اخيهِ والابن على أبيهِ والمملكة شعبها بعضهم بعض عدوّاً. سيأمن الناس الدم والدمار والخوف فتبسم الأم أن رأت أولادها تتخطفهم أيدي الحروب. ستزول الشفقة من قلوب الناس لتعودها رؤية الفظائع. وثمَّ روح قيصر تزأر ثائرة يصحبها إله الشرّ الجهنمي منادياً بالويل والثبور على هذه البلاد فتنطلق كلاب الحرب تعدو وراء فرائسها تنهش بلا رحمة حتى تملأ جوانب الأرض جيفاً ليس من يدفنها. يدخل خادم أخادم أوكتافيوس قيصر أنت؟

الخادم - نعم يامولاي

أنطونيوس - أن قيصر أرسل يستقدمه لرومه

الخادم - نعم. وهو قادم. وقد أمرني أن أقول لك. . يرى جثة قيصر ويلي! قيصر!

أنطونيوس - لقد تأثر قلبك. در جانباً وابكِ. أن الحزن مجلبةً للحزن وها عيناي أدمعتا إذ رأتا الحزن يجول في عينيك. . . أقادمٌ مولاك؟

الخادم - سيبيت الليلة على بعد سبعة فراسخ من رومه

أنطونيوس - عُد إليهِ مسرعاً وأرو له الرواية. ليست رومه بالبلد الأمين لاكتافيوس بعد , أنها نابحة ملآنة خطراً. عُدْ. عُدْ. قلْ له يلبث مكانه ولا يأتي. لا. قف قليلاً. لا تذهب قبل أن أحمل الجثة إلى الساحة العمومية. سأرى هناك أثر خطابي في الناس , وعلى أيّ محملٍ يحملون فعلةَ هؤلاء الرجال السفاحين , ثم نذهب ونروي الأمر لاوكتافيوس. هات يدك ساعدني. يخرجان بجثة قيصر

<<  <  ج: ص:  >  >>