الأخلاق كالترقيع في الأثواب. تالله أن التصنّع والتكلّف لا يحتملان ولو كانا من المشخصين أنفسهم وهم على المسرح! كرهتُ الرجل يدّعي لنفسهِ ما لغيره لأنني لا أحب الرياء. ولكنني إذا أدهشني الرياء في الرجل لأنهُ حادثٌ فيهِ , فليس يدهشني الرياء في المرأة لأنهُ خلُقٌ فيها. ذلك أن الصدق من طبائع القوة والكذب مع القوة , ويجيء الصدق مع الضعف فيكون مجال للدهشة حينئذٍ. وإن شرّ ما ولَّده الضعف الفطري في المرأة الكبرياء والدعوى! ألا ترى أن الضعيف تسهتويه القوة فيريدها لنفسه فلا يستطيعها , فيتطلبها بالوهم لباطل؟ أوَ ليست الكبرياء والدعوى مجرد توهم في الإنسان للقوة والفضل؟ الكبرياء في المرأة الرذائل فيها , والإدعاء أقبح خلالها. والكبرياء في الرجل رذيلة ولكنه ليس شرّ الرذائل فيه , والإدعاء ضعف وخلل فيهِ ولكنهُ ليس بالضعف والخلل الأعظمين. قد يتكبر الرجل ويكثر من الإدعاء ولكن قوته تجيز له هاتين الخليتين وتستر عليهِ قبحهما بعض الستر. أما المرأة فلست أرى فيها ما يجيز لها الكبرياء ويسامحها على الدعوى إلاَّ إذا استجزنا ضعفها واستسمحناه وحينئذٍ تظهر فيها بشاعة هاتين الرذيلتين بكل مظاهرها المستقبحة!