للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عن سياسة الأثرة والغدر أو سياسة الغاية تبرّر الواسطة ما زالت اللغة العربية خلواً من كتاب الأمير حتى اكتشفت خبره صديقنا الكاتب الفاضل محمد لطفي أفندي جمعه المحامي , وأتاحت له محاسن الاتفاق أن يهتدي إلى الآنسة مريم البرتيني فأخذ عنها قواعد اللغة الايطالية وأصولها , وعني حينئذٍ بنقل ذلك الكتاب إلى العربية نقلاً جمع بين الأمانة للأصل , والسهولة في التعبير.

كتاب الأمير مستهلٌّ - بعد البسملة - بترجمة حياة مؤلفه نيقولا ماكيافيلي , ويليها بحث أدبيٌّ في تآليفهِ ثمَّ يتلو ذلك حديث طويل ولكنهُ مفيد جداً عن تاريخ المعرّب منذ أوَّل عهده بهذا الكتاب حتى صباح الثلاثاء في ٢٧ يونيو سنة ١٩١١ تاريخ الفراغ من تعريبه , ويعقب ذلك فصلٌ عنوانهُ الليلة الأخيرة وفيهِ قصة خيالية عن حياة ماكيافيلي وموتهِ , ثم يجيءحينئذٍ كتاب الأمير الحقيقي. وقد استغرقت المقدَّمات المذكورة خمسين صفحة كاملة , ووقع سائر الكتاب في مئة وخمسين أخرى. أما المباحث التي احتواها فنصائح أهداها ماكيافيلي إلى أميرة فيزنزه وجعلها قواعد لابدَّ منها للحكم , وأصولاً زعم أنها مرقاة إلى نيل الحالكم أرفع مقام وأسمى مكانة. غير أنَّ علماء الاجتماع , وكبار الفلاسفة والكتَّاب لم يعتبروها كذلك قط ففنَّدها بعضهم , وانتقدها آخرون انتقاداً مرّاً , وحملوا على صاحبها حملات شديدة. وكيف كان الأمر فكتاب الأمير خلَّد اسم ماكيافيلي وأبقاه قدوةً لمن اقتدى ,

<<  <  ج: ص:  >  >>