للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لأن الملك أمر أن تقام حول قصره منازل لضباط بلاطه ورجال حاشيته. وأخذ الأمراء يتسابقون لتشييد القصور لهم حتى يكونوا على مقربة من سيدهم ومولاهم. فاتسع نطاق البلدة وزاد عمارها. ولم يسمح لأحد أن يزيد بناء داره عن دور واحد. وشذَّ عن هذه القاعدة قصر كلانيي الذي أراده الملك مضاهياً لقصره رونقاً وجمالاً , وأُعدَّ لسكنى مدام ده مونتسبان؛ على أنه هُجر فيما بعد وهدم بأمر الملك سنة ١٧٦٩. وظلت البلدة في عمار متواصل على عهد لويس الخامس عشر. وفي ٢٢ فبراير شباط سنة ١٧٨٧ عُقدت فيها جمعية الأعيان , فكانت بداية الثورة الفرنسوية الكبرى , لأن هذه الجمعية قررت تقسيم البلاد إلى مقاطعات تديرها مجالس محلية. وهذا أشبه باللامركزية التي يطلبها العثمانيون اليوم. وجاءت سنة ١٨٨٩ فكانت فرسيال ميداناً لحوادث خطيرة يطول تفصيلها لأنها صفحة كبيرة من تاريخ الثورة. ففي ٥ مايو من تلك السنة كان انعقاد الجمعية العمومية في فرسيال؛ وفي ٢٠ يونيو اجتمع فيها مندوبو الأمة وأقسموا ألاَّ يتفرقوا قبل أن يسنّوا للبلاد نظاماً دستورياً تسير عليه؛ وفي ٥ أكتوبر هجم شعب باريس على فرسيال , ودخلوا لقصر عنوةً , وعادوا ثاني يوم بالملك والملكة أسيرين إلى باريس. وظلت المدينة في هدوٍ وسكينة بعد انتقال مقرّ الحكام منها حتى سنة ١٨١٤ إذ احتلها جيش المتحالفين المهاجمين فرنسا , وقد أحلَّبها البروسيان في السنة

<<  <  ج: ص:  >  >>