وله:
شمس الحميَّا تجلّت في يَدِ الساقي ... فشعَّ ضوءُ سناها بين آفاقِ
سترتُها بفمي كي لا تنمَّ بنا ... فأجَّجت شعلةً ما بين آماقي
خُذْها كواكب أكوابٍ ويشفعُها ... ما يحتسي الطرفُ من أقداحِ أحداقِ
وبتُّ أُسقي وباتتْ وهيَ ساقيتي ... نحسو الكؤوسَ ونسقي الأرض بالباقي
ضممتُها فتثّنت وهي قائلةٌ ... بالغنج مهلاً لقد كسَّرتَ أطواقي
مسودَّةُ الشعر لولا ضوءُ غُرّتها ... لما هدتني إليها غيرُ أشواقي
يهدي غليكَ بمرآها ومسمعِها ... جمال يوسف في ألحانِ إسحاق
وقال:
للهِ يومَ وداعِهم من عُصبةٍ ... وقفتْ وقد سَرتِ الجمالُ وخادا
وَقفتْ بهم أقدامُهم إن يركضوا ... أثرَ النياقِ فاركضوا الأكبادَا
فوق الركائبِ أنجمٌ لا تجتلي ... ورياض حسنٍ تمنعُ الرُّوادا
عَربٌ , معاطفُ غيدِهم ورماحهم ... سيَّانِ , كلٌّ ينثني ميَّادا
بعثوا الخيالَ , وما رقدتُ , وليتَهم ... بعثوا إليَّ مع الخيالِ رُقادا
أُحيي الدُّجى أرَقاً كأنَّ نواظري ... خُلقتْ محاجرها قذى وسُهادا
بذمامِ ذيَّاكَ الغزالِ حشاشةٌ ... أُسرتْ ولم يَقبل فدىً فتُفادى
يا غارساً بالجزع روضة حسنهِ ... ومخيفَ رائدها قناً وصعادا
كَنّيتُ عنكَ بمن سواك مُوريّاً ... بهوى سعادَ وما هويتُ سُعادا
أعرضتَ عني وادَّعيتَ مودّتي ... أرأيتَ إعراضاً يكون ُ ودادا
إني لأسترُ عِفتي بخلاعةٍ ... وأرومُ فيما أنتحيهِ مُرادا
والضدُّ قد يبدو بمظهرِ ضدِّهِ ... أوَ ما ترى نورَ العيونِ سوادا
يا رَبعَ لذَّاتي ومربعَ جيرتي ... حيَّا معاهدَك الغمامُ وجادا