استئثار رئيس الجمعية بميزةٍ خاصة حين لا يكون مزاولاً لأعمال منصبهِ. وهو حين يكون خارج هذه الردعة يعتبر فرداً من جملة أفراد الأمة وكأننا بالمسيو بوانكاره يرغب , حين هو لا يزال أعمال الرئاسة في أن يكون حرّاً يتصرف في أعماله كفردٍ بسيط من أفراد الأمة. فكأن روح أجدادهِ قد تقمصت فيهِ فدعتهُ إلى إجراء ذلك العمل الذي استوجب له الثناء. يرجع أصل الرسميات في فرنسا إلى الملك فرنسيس الأول ١٤٩٤ - ١٥٤٧ وقد كان ملوك فرنسا قبله على غاية من البساطة في معيشتهم. فأراد هذا الملك أن يفتدي بُمناظرهِ العاهل شارل الخامس في الأبهة والعظمة الموروثتين عن أجدادهِ
دوقات برغونيا. هذا كان بدء إدخال الرسميات إلى بلاط فرنسا. وقد زادها هنري الثالث تعقيداً. وأما هنري الرابع فإنهُ بذل المجهود لجعلها بسيطة. وعالج مناوأتها غير مرة. غير أن ماري المديشية زوجتهُ كانت من قوم شديدي الاستمساك بأهداب الرسميات فانتصرت لها , وزادتها تعقيداً على تعقيد. وكانت الرسميات ف بلاط لويس الرابع عشر من أصعب الأمور المقضي على الإنسان العمل بها. فلم يكن الملك يُجري حركة أو إشارة إلاّ ويبادر إلى قضاء أمره شخص من الأشخاص المعينين لتلك المهمة بموجب قانون الرسميات. فإذا نهض الملك من السرير , قضت الرسميات على بعض الأشخاص إن ينهضوا بأعباءِ خدمتهِ. فهذا يقدّم له قميصهُ , وذاك سراويلهُ. وإذا جلس إلى المائدة , قام على خدمتهِ جمهورٌ من رجال البلاط يقدمون له بالتناوب ألوان الطعام وأنواع الشراب. فكانوا يأتونهُ بالشواءِ في حفلة منظمة؛ فيسير في المقدمة جنديان يحمل كلٌّ منهما رمحاً على كتفهِ. ويتلوها خادم يحمل الشواءَ يتبعهُ أربعة من الحراس يحملون البنادق على أكتافهم. وكل ذلك لأجل قطعة من اللحم المشوي. ولو كانت هذه